يعتزم مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة -اليوم الجمعة- لمناقشة تطورات الوضع في إثيوبيا، في حين أعلنت الحكومة الإثيوبية الخميس أنها أوشكت على الانتصار في حربها المستمرة منذ عام ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، وتعهدت بمواصلة القتال، في رفض واضح للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
وقالت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة -الخميس- إن الجلسة دعا لعقدها رئيس مجلس الأمن السفير المكسيكي خوان رامون دي لا فوينتي، بدعم من 4 دول أعضاء وهي أيرلندا، وتونس، وكينيا، والنيجر.
وبالتوازي مع ذلك، تتزايد الضغوط الإقليمية والدولية على أطراف الأزمة الإثيوبية، لوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات تفضي إلى حل جذري للأزمة.
وحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، جميع الأطراف في إثيوبيا على بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، ودعا الحكومة الإثيوبية لوقف حملتها العسكرية وغاراتها على المراكز السكنية في تيغراي، كما دعا قوات جبهة تحرير تيغراي، وجيش تحرير أورومو إلى وقف التقدم الحالي نحو أديس أبابا فورا.
وقال بلينكن إن أكثر من 900 ألف يواجهون ظروفا شبيهة بالمجاعة نتيجة الصراع في إثيوبيا، داعيا حكومة إريتريا إلى سحب قواتها من إثيوبيا.
ويجري المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي مباحثات اليوم الخميس في أديس أبابا، وذلك بعدما هددت قوات جبهة تحرير شعب تيغراي في شمال البلاد بالزحف نحو العاصمة.
ووصل المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى العاصمة الإثيوبية للضغط من أجل وقف إطلاق نار بين القوات الحكومية وجبهة تحرير تيغراي، وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي إنه ناقش مع فيلتمان التطورات الجارية في إثيوبيا، وذكر مراسل الجزيرة في إثيوبيا أن فكي وفيلتمان اتفقا على تنسيق التعاون لإنهاء النزاعات والأزمات في منطقة القرن الأفريقي من أجل تحقيق الاستقرار في الإقليم والقارة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس قال إن للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لعبا دورا مهما في التعامل مع الأزمة في إثيوبيا، مجددا مطالبة واشنطن لإريتريا بسحب قواتها من إقليم تيغراي بشكل كامل. وحذر المتحدث باسم الوزارة أديس أبابا أيضا من أن أي محاولة لعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى إقليم تيغراي ستقابل برد مناسب.
دعوة إيغاد
وشددت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) اليوم على أنه يتعين على أطراف الصراع في إثيوبيا وقف الأعمال القتالية على الفور، والسعي إلى وقف إطلاق النار. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأوغندية اليوم إن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني دعا إلى عقد اجتماع لزعماء دول إيغاد في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي لبحث الصراع الإثيوبي.
وأصدر الرئيس الكيني أوهورو كينياتا بيانا دعا فيه “للوقف الفوري للقتال في إثيوبيا، والدخول في حوار من أجل إيجاد سلام مستدام”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإثيوبي أمس الأربعاء لتقديم مساعيه لتهيئة الظروف للحوار حتى يتوقف القتال.
وقال مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه يدعم جهود الوساطة في إثيوبيا، مع التأكيد على أهمية إطلاق حوار وطني شامل في إطار الدستور الإثيوبي، كما أعرب الاتحاد عن قلقه من التطورات على الأرض والقتال المتواصل المهدد بتفكك البلاد وانتشار النزاع المسلح.
طوارئ واعتقالات
وصدّق البرلمان الإثيوبي اليوم على إعلان السلطات حالة الطوارئ في عموم البلاد التي تستمر 6 أشهر، وقالت هيئة الإذاعة الإثيوبية إن القرار يهدف إلى “حماية المجتمع والأمة من التهديد الأمني الذي تشكله الجماعة الإرهابية”، في إشارة إلى جبهة تحرير شعب تيغراي.
وتفرض حالة الطوارئ على المواطنين حمل بطاقات الهوية في أي مكان ينتقلون إليه، وبموجبها سيتم اعتقال أي شخص يشتبه في علاقته “بالجماعة” من دون أي مذكرة توقيف، كما يمكن أن تقوم قوات الأمن بمداهمة عشوائية، وستصادر الحكومة الأسلحة غير المسجلة.
وتزامن قرار البرلمان الإثيوبي مع ذكرى مرور عام على اندلاع اشتباكات في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير شعب تيغراي، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم ردا على هجوم استهدف قاعدة للجيش.
وأوردت وكالة رويترز -نقلا عن متحدث باسم الشرطة الإثيوبية اليوم- إن الشرطة اعتقلت كثيرين في أديس أبابا منذ أن أعلنت الحكومة حالة الطوارئ أمس الأول.
وقال سكان للوكالة أمس الأربعاء إن أفرادا ينتمون لعرقية تيغراي اعتقلوا، لكن المتحدث باسم الشرطة قال إن الاعتقالات لم تكن على أساس عرقي، وقال “نعتقل فقط من يدعمون بشكل مباشر أو غير مباشر الجماعة الإرهابية… ويشمل ذلك الدعم المعنوي والمادي والدعائي”.
قال سكان في العاصمة الإثيوبية لوكالة رويترز إن أفرادا ينتمون لعرق تيغراي اعتقلوا عقب إعلان حالة الطوارئ، لكن المتحدث باسم شرطة أديس أبابا قال إن الاعتقالات لم تكن على أساس عرقي.
منشور فيسبوك
وأزال موقع فيسبوك منشورا لرئيس وزراء إثيوبيا لما اعتبر انتهاكا لسياسات الموقع التي ترفض التحريض على العنف، وذلك بعدما تعهد آبي أحمد بدفن أعداء الحكومة بدماء الإثيوبيين.
ودعا رئيس وزراء إثيوبيا في منشوره المحذوف المواطنين إلى حمل السلاح لوقف تقدم مقاتلي جبهة تحرير تيغراي نحو العاصمة، لأن وصولهم لها سيؤدي إلى زوال البلاد، على حد قوله.
وعلى الصعيد الميداني، قال المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي جيتاشيو رضا أمس إن قوات الجبهة موجودة في بلدة كيميسي في ولاية أمهرة على بعد 325 كيلومترا من العاصمة، وتعهد المتحدث بتقليل الخسائر البشرية خلال محاولة السيطرة على أديس أبابا، وقال “لن نتعمد إطلاق النار على المدنيين ولا نريد إراقة الدماء، نأمل أن تكون العملية سلمية إذا أمكن”.
وكانت الجبهة وجيش تحرير أورومو المتحالفين قد سيطرا نهاية الأسبوع الماضي على مدينتي ديسي وكومبولتشا الإستراتيجيتين في إقليم أمهرة (شمالي البلاد).
وفي مؤشر على تدهور الوضع الأمني، قالت السفارة الأميركية في إثيوبيا اليوم إنها سمحت بالمغادرة الطوعية لموظفي السفارة غير الأساسيين وأفراد أسرهم بسبب الصراع الدائر في إثيوبيا والنقص المحتمل في الإمدادات. وأمس الأربعاء، حثت بريطانيا مواطنيها على التفكير في مغادرة إثيوبيا في الوقت الذي ما زالت توجد فيه بدائل تجارية متاحة للمغادرة، في إشارة إلى الرحلات الجوية.