قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اليوم السبت إن البلاد يجب أن تكون مستعدة “لتقديم تضحيات” من أجل إنقاذ إثيوبيا، وذلك مع تصاعد القتال في الشمال بين القوات الحكومية ومتمردي تيغراي الذين يهددون بالزحف إلى العاصمة.
وكتب آبي أحمد في رسالة قصيرة على تويتر “هناك تضحيات يجب تقديمها لكن هذه التضحيات ستنقذ إثيوبيا”، مضيفا “واجهنا المحن والعقبات وهذا جعلنا أقوى… لدينا حلفاء أكثر من الذين انقلبوا علينا”.
وتأتي هذه التصريحات غداة إعلان تحالف من 9 منظمات متمردة من مختلف المناطق والأعراق في إثيوبيا مع جبهة تحرير شعب تيغراي التي تقاتل القوات الحكومية منذ أكثر من عام.
وتهدف هذه “الجبهة الموحدة” إلى “قلب نظام” آبي أحمد كما أعلن ممثل الجبهة برهان جبرخريستوس عند توقيع هذا التحالف في واشنطن.
الخارجية الأميركية
في غضون ذلك، أمرت واشنطن دبلوماسييها غير الأساسيين في السفارة الأميركية في إثيوبيا وأقرباءهم بمغادرة البلاد بسبب تصاعد النزاع الدائر في شمال البلاد بين متمردي إقليم تيغراي والقوات الحكومية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان نُشر اليوم السبت “أمرت الخارجية الموظفين غير الأساسيين التابعين للحكومة الأميركية وأفراد عائلاتهم بمغادرة إثيوبيا بسبب النزاع المسلّح واضطرابات مدنية”.
من جهتها، قالت السفارة الأميركية في أديس ابابا اليوم السبت في موقعها على الإنترنت إن “حوادث الاضطراب المدني والعنف العرقي تقع من دون سابق إنذار، الوضع مرشح لمزيد من التصاعد ويمكن أن تنشأ عنه أزمات في سلاسل الإمداد وانقطاعات في الاتصالات وتعطل في السفر”.
وتأتي هذه التطورات، بعد ساعات من بيان صحفي أصدره مجلس الأمن الدولي يدعو أطراف النزاع لوقف الأعمال العدائية وتهيئة الظروف لبدء حوار وطني شامل وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن.
وأعرب المجلس عن قلقه العميق بشأن اتساع نطاق المعارك في شمال إثيوبيا واشتدادها.
خطة فيلتمان
وبينما تجري مساع أميركية وأوروبية وأفريقية لوضع حد للصراع المحتدم، نقل مراسل الجزيرة عن مصدر دبلوماسي أن أديس أبابا لم تقبل بمقترحات المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان الذي يزور العاصمة.
وذكر المصدر أن إثيوبيا رفضت مقترحا من فيلتمان لإجراء مفاوضات غير مشروطة، إذ تواجه الحكومة حاليا جبهة تيغراي باعتبارها جماعة “إرهابية” وتطالب بانسحاب مسلحيها فورا من إقليم أمهرة دون شروط مسبقة.
وأضاف المصدر نفسه أن الجانبين الأميركي والإثيوبي اختلفا بشأن طبيعة المفاوضات، إذ قالت أديس أبابا إنها هي من تحدد ذلك دون تدخل أطراف خارجية.
وكانت مصادر قالت للجزيرة إن المبعوث الأميركي قدم خريطة طريق لإنهاء الأزمة في إثيوبيا، تتضمن وقف إطلاق النار وانسحاب القوات إلى ما قبل الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وإيصال المساعدات الإنسانية، وبدء الحوار فورا.
وأجرى فيلتمان أمس الجمعة مباحثات مكثفة مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي دميقي موكنن، ووزيري الدفاع إبراهام بلاي والمالية أحمد شيدي.
وقد أعلنت جبهة تحرير تيغراي خلال الأيام الماضية سيطرتها على مدن إستراتيجية عدة في إقليم أمهرة، بعدما استولت على جميع مناطق إقليم تيغراي في يونيو/حزيران الماضي.
وأكدت الجبهة أن مقاتليها باتوا على مسافة مئات الكيلومترات من أديس أبابا، كما قال جيش تحرير أورومو المتحالف معها إن العاصمة قد تسقط في غضون أسابيع.
وتصاعد التحدي الذي تواجهه أديس أبابا مع إعلان 9 فصائل -أمس الجمعة- تشكيل تحالف جديد للإطاحة بحكومة آبي أحمد، تحت اسم “الجبهة المتحدة للقوات الفدرالية والكونفدرالية الإثيوبية”.
وأعلن التحالف الجديد من العاصمة الأميركية واشنطن، ومن أبرز مكوناته “جيش تحرير أورومو” و”جبهة تحرير تيغراي” و”حركة آغاو الديمقراطية”.
في المقابل، وجهت وزارة الدفاع الإثيوبية نداء لأفراد جيشها المتقاعدين للالتحاق بصفوف القوات المسلحة.